أفهم أن مقصود السؤال هو هل علينا أن نحلم؟ وهل أحلامنا حقا بتلك الأهمية؟ وهل من اختصاصنا أن نترك أثرا في هذا العالم؟ بل هل بالإمكان حقا أن نحدث أثرا ونحن فيما نرى مجرد أفراد عاديين؟
للإجابة عن هذه التساؤلات ، أنا أسألكم بدوري .. هل قرأتم أو سمعتم قَبلا قصة "لا تملأ الأكواب بالماء؟" ، دعوني أقصها عليكم فهي ممتعة في كل الأحوال :
يحكى أن قرية أوشكت أن تحدث فيها مجاعة ، فجمع الوالي أهل القرية ، وأخبرهم بأنه سيضع قِدرًا كبيرًا في وسط القرية ، وأن على كل فرد أن يضع في القِدر كوبًا من اللبن ، بحيث تُسعفهم هذه القِدر في دفع خطر الجوع حتى انقضاء الأزمة . واشترط عليهم أن يضع كل واحد كوبه متخفيا عن البقية . هُرِع الناس لتلبية طلب الوالي ، وتَخفَّى كل منهم بالليل وسكب ما في الكوب الذي يخصه . وفي الصباح فتح الوالي القدر ، وماذا شاهد؟ شاهد القِدر و قد امتلأ بالماء ! لقد وضع كل فرد من الرعية كوبا من الماء توفيرا للبن ، قائلا لنفسه : "إن وضعي لكوب واحد من الماء لن يؤثر على كِمية اللبن الكبيرة التي سيضعها أهل القرية !" . المشكلة أن كل واحد منهم اعتمد على غيره ، وكل منهم فكر بالطريقة نفسها التي فكر بها أخوه ، و ظن أنه هو الوحيد الذي سكب ماءً بدلاً من اللبن ! والنهاية لن يصعب تخيلها!
ما علاقة هذه القصة بنا؟ إن - حين تملأ كوبك بالماء اعتمادا على أن غيرك سيأتي باللبن ، تكون كمن قضى يومه جالسا على درج السُّلم منتظرا عامل إصلاح المصاعد! العمر يمضي ، والوقت يمر ولا يلتفت . حياة واحدة هي كل ما تملك ، فرصة واحدة فحسب ، سواء قضيتها في خُمول وتبطل ، أو في إنجاز واستمتاع . والاختلاف بين عاشوا الحياة ومن مروا بها مرور الكرام ليس في القوة ولا العلم ، وإنما الإرادة والرغبة ، وملء الأكواب باللبن حين يملؤها الآخرون بالماء .
كم في العالم من حروب وأنت آمن ، وكوارث وأنت سالم ، ومجاعات وأنت شبعان ، ومرضى وأنت معافى ، ومغتربين وأنت بين أهلك . مع كل هذه النعم ، فيم اختلفت عنهم؟ هل فكرت أن تفعل شيئا خلاف الحزن والتألم والتعاطف والشَّجْب والاستنكار؟ أتعلم أنه لن يخفف من شقاء إنسان واحد على هذه الأرض أن يُشقِيَ إنسان آخر نفسه بنفسه بغيرمبرر؟ إذا كانت ظروفهم منعتهم – بل فيهم من قهر كل تلك الصعاب - فكيف بك أنت بين كل هذه الامتيازات التي وُلدت بها ، دون أن يكون لك فيها فضل؟ ألا ترى أنها أمانة في عنقك أنت عنها مسؤول وعليها محاسب؟ وكلما كثرت الامتيازات ارتفع ثمن الحساب! فلا أقل من أن تؤدّي شكرها بأن تمد يدك للمحرومين مما أوتيت ، وتنفع من تستطيع بما تملك . أنت فردا يمكنك تغيير "نصيبك" من العالم ، ولو زرع كل منا نصيبه فحسب ، لامتلأت الأرض خيرا وفيرا . لهذا أحلامك فرض ، والعمل لتحقيقها ونفع الغير أفرض وأوجب . بإمكانك أن تحدِث تغييرا في حياة أولئك بأن تستثمر حياتك أنت ، في مجالك أنت . العالم اليوم في أمّسِّ الحاجة للقادرين ، القادرين على الإنجاز والعطاء ، في كل مجال .
نعم .. يمكنها أن تصنع فرقا .. إذا أردت لها ذلك
للإجابة عن هذه التساؤلات ، أنا أسألكم بدوري .. هل قرأتم أو سمعتم قَبلا قصة "لا تملأ الأكواب بالماء؟" ، دعوني أقصها عليكم فهي ممتعة في كل الأحوال :
يحكى أن قرية أوشكت أن تحدث فيها مجاعة ، فجمع الوالي أهل القرية ، وأخبرهم بأنه سيضع قِدرًا كبيرًا في وسط القرية ، وأن على كل فرد أن يضع في القِدر كوبًا من اللبن ، بحيث تُسعفهم هذه القِدر في دفع خطر الجوع حتى انقضاء الأزمة . واشترط عليهم أن يضع كل واحد كوبه متخفيا عن البقية . هُرِع الناس لتلبية طلب الوالي ، وتَخفَّى كل منهم بالليل وسكب ما في الكوب الذي يخصه . وفي الصباح فتح الوالي القدر ، وماذا شاهد؟ شاهد القِدر و قد امتلأ بالماء ! لقد وضع كل فرد من الرعية كوبا من الماء توفيرا للبن ، قائلا لنفسه : "إن وضعي لكوب واحد من الماء لن يؤثر على كِمية اللبن الكبيرة التي سيضعها أهل القرية !" . المشكلة أن كل واحد منهم اعتمد على غيره ، وكل منهم فكر بالطريقة نفسها التي فكر بها أخوه ، و ظن أنه هو الوحيد الذي سكب ماءً بدلاً من اللبن ! والنهاية لن يصعب تخيلها!
ما علاقة هذه القصة بنا؟ إن - حين تملأ كوبك بالماء اعتمادا على أن غيرك سيأتي باللبن ، تكون كمن قضى يومه جالسا على درج السُّلم منتظرا عامل إصلاح المصاعد! العمر يمضي ، والوقت يمر ولا يلتفت . حياة واحدة هي كل ما تملك ، فرصة واحدة فحسب ، سواء قضيتها في خُمول وتبطل ، أو في إنجاز واستمتاع . والاختلاف بين عاشوا الحياة ومن مروا بها مرور الكرام ليس في القوة ولا العلم ، وإنما الإرادة والرغبة ، وملء الأكواب باللبن حين يملؤها الآخرون بالماء .
كم في العالم من حروب وأنت آمن ، وكوارث وأنت سالم ، ومجاعات وأنت شبعان ، ومرضى وأنت معافى ، ومغتربين وأنت بين أهلك . مع كل هذه النعم ، فيم اختلفت عنهم؟ هل فكرت أن تفعل شيئا خلاف الحزن والتألم والتعاطف والشَّجْب والاستنكار؟ أتعلم أنه لن يخفف من شقاء إنسان واحد على هذه الأرض أن يُشقِيَ إنسان آخر نفسه بنفسه بغيرمبرر؟ إذا كانت ظروفهم منعتهم – بل فيهم من قهر كل تلك الصعاب - فكيف بك أنت بين كل هذه الامتيازات التي وُلدت بها ، دون أن يكون لك فيها فضل؟ ألا ترى أنها أمانة في عنقك أنت عنها مسؤول وعليها محاسب؟ وكلما كثرت الامتيازات ارتفع ثمن الحساب! فلا أقل من أن تؤدّي شكرها بأن تمد يدك للمحرومين مما أوتيت ، وتنفع من تستطيع بما تملك . أنت فردا يمكنك تغيير "نصيبك" من العالم ، ولو زرع كل منا نصيبه فحسب ، لامتلأت الأرض خيرا وفيرا . لهذا أحلامك فرض ، والعمل لتحقيقها ونفع الغير أفرض وأوجب . بإمكانك أن تحدِث تغييرا في حياة أولئك بأن تستثمر حياتك أنت ، في مجالك أنت . العالم اليوم في أمّسِّ الحاجة للقادرين ، القادرين على الإنجاز والعطاء ، في كل مجال .
نعم .. يمكنها أن تصنع فرقا .. إذا أردت لها ذلك