هل أنت ممن يرون تأجيل الأهداف المتعلقة بتطويرك الذاتي في المجالات الشخصية كالروحية والاجتماعية والثقافية .. إلخ ، حتى إنهاء سنوات الجامعة ، أو بعد تحصيل وظيفة محترمة ، أو ربما بعد الزواج ...إلخ؟ ، بل لعل هذا التأجيل يشمل حتى الأهداف والأحلام الشخصية "غير المستعجلة" ، كتأليف كتاب ، أو ترجمة عمل ما ، أو السفر في إجازة ، أو تصميم موقع ، أو احتراف الفوتوشوب والجرافيك ... إلخ . ودافعك في هذا التأجيل هو إغراء النفس بالتفرغ لاحقا ، لتنعم حينها بحياة مليئة بالاسترخاء والنشاطات الإبداعية . لاحقا حين تتمكن أخيرا من التخفف من مشاغلك وأعبائك ، و"التفرغ" لاستثمار وقتك .
يســــرنــــــي أن أَزِّف لك بشــرى : هذا اليوم الذي تنتظر ، هو في الحقيقة متاح الآن!
هنالك نقاط ثلاث ينبغي الالتفات إليها :
· الأولى : إن هذا اليوم المُنتظَر لا يَصِل من تلقاء نفسه . والمنتَظِرُون إما أن يموتوا قبل أن يصلوا إليه - فالله وحده العليم بالآجال ولا تدري نفس متى تحين ساعتها - أو إذا كتب الله لهم العمر ، فإنهم يفقدون القدرة على الاستمتاع بذلك "التفرغ" متى ما حل! فإذا كنت تعتقد اليوم أنه ليس لديك الوقت الكافي لممارسة هوايات بنّاءة ، فاعلم أن الوقت لن يتاح لك أبدا . إذ إنه من السهل أن يشغل الإنسان نفسه لمجرد أن يشعر أنه مشغول . كما أنه من السهل أيضا أن تملأ حياتك بنشاطات وأعمال تافهة مملة - أشهرها الاستلقاء عدة ساعات متصلة أمام التلفاز ، أو على الفيسبوك ، أو في الأسواق - والشكوى بعدها من ضيق الوقت ، على أن تمسك بزمام أمورك وتتخذ قرار ذاتيا بالتحكم في حياتك .
· والثانية : إن مهمة التخطيط تعني تنظيم الوقت بحيث يَسَع أعمالك الحالية ، وأحلامك المؤجلة . فالحق أن في اليوم ساعات مهدرة ، تكفي لتحقيق أكثر بكثير مما تظن . والتخطيط هنا ينبهك إلــى تلك الساعات البينية الثمينة ، ويعينك على أن "تستثمرها" في الترويح والإمتاع وتحقيق الأحلام الشخصية . هذا هو عين استثمار الوقت ، أما التأجيل فهو صورة أخرى لإهداره ، اعتمادا على أمانيّ كاذبة وأحلام يقظة ، وكلاهما لا يحققان شيئا واقعيا ، لا اليوم ولا غدا ، ولا بعد عشرات السنين .
· والثالثة : انزع من رأسك فكرة "التفرغ" لعمل ما ، حتى ولو كان هذا العمل يستوجب ذلك التفرغ . تَجنَّب بكل وسيلة أن تخيف نفسك بتلك الكلمة : التفرغ! وتلك الكلمة حقا مخيفة ، فمجرد تخيل أن عليك أن تقذف بكل التزاماتك الحالية ، ووظيفتك المستقرة ، والمهمات التي يزدحم بها جدولك بالفعل من شباك غرفتك لأجل تحقيق أحلام شخصية "يمكنها الانتظار لاحقا" ، هو أقوى أسباب الرهبة من فكرة الشروع في استثمار الوقت .
· ومن قال إن "استثمار" الوقت يعني الإلقاء بأي شيء من التزاماتك الحالية من النافذة؟ ومن قال إن "التفرغ" هو وسيلة الاستمتاع بالحياة ، والترفيه عن النفس ، وتحقيق الأحلام المؤجلة؟ هذا مطلب غير واقعي ، لأن المرء في عالم اليوم قلّما يكون فارغا بالكلية ، حتى وإن لم يكن موظفا ، فهناك التزامات من أنواع أخرى ، فأنت إما طالب أو باحث أو عامل أو والد أو ... إلخ . ببساطة ، لا تتفرغ! فقط "استثمر" ما هو بالفعل فارغ في يومك وأنت لا تشعر .
وأصدقك القول ، إن كل ما تحلم بتحقيقه بلا مغالاة ، سيُنجَز أغلبه في تلك "السويعات" المهدرة على مدار العمر ، دون أن تحتاج "للتضحية" بأي شيء آخر . بل إن التخطيط المعتدل هو سبيلك لإعطاء كل ذي حق حقه . فكل ما في الأمر ، أنك – كما سيأتي تفصيل ذلك – سترسم لنفسك الخطة التي تعجبك ، لتقوم بكل ما تريد ، في الوقت الذي تريد ، كيفما تريد ، دون تأجيل أو إهدار أو مغالاة .
في تدوينات لاحقة سأعرض تفصيلات التخطيط لاستثمار الوقت وتحديد الأهداف مما قرأت وطبقت من تجربتي الشخصية
يســــرنــــــي أن أَزِّف لك بشــرى : هذا اليوم الذي تنتظر ، هو في الحقيقة متاح الآن!
هنالك نقاط ثلاث ينبغي الالتفات إليها :
· الأولى : إن هذا اليوم المُنتظَر لا يَصِل من تلقاء نفسه . والمنتَظِرُون إما أن يموتوا قبل أن يصلوا إليه - فالله وحده العليم بالآجال ولا تدري نفس متى تحين ساعتها - أو إذا كتب الله لهم العمر ، فإنهم يفقدون القدرة على الاستمتاع بذلك "التفرغ" متى ما حل! فإذا كنت تعتقد اليوم أنه ليس لديك الوقت الكافي لممارسة هوايات بنّاءة ، فاعلم أن الوقت لن يتاح لك أبدا . إذ إنه من السهل أن يشغل الإنسان نفسه لمجرد أن يشعر أنه مشغول . كما أنه من السهل أيضا أن تملأ حياتك بنشاطات وأعمال تافهة مملة - أشهرها الاستلقاء عدة ساعات متصلة أمام التلفاز ، أو على الفيسبوك ، أو في الأسواق - والشكوى بعدها من ضيق الوقت ، على أن تمسك بزمام أمورك وتتخذ قرار ذاتيا بالتحكم في حياتك .
· والثانية : إن مهمة التخطيط تعني تنظيم الوقت بحيث يَسَع أعمالك الحالية ، وأحلامك المؤجلة . فالحق أن في اليوم ساعات مهدرة ، تكفي لتحقيق أكثر بكثير مما تظن . والتخطيط هنا ينبهك إلــى تلك الساعات البينية الثمينة ، ويعينك على أن "تستثمرها" في الترويح والإمتاع وتحقيق الأحلام الشخصية . هذا هو عين استثمار الوقت ، أما التأجيل فهو صورة أخرى لإهداره ، اعتمادا على أمانيّ كاذبة وأحلام يقظة ، وكلاهما لا يحققان شيئا واقعيا ، لا اليوم ولا غدا ، ولا بعد عشرات السنين .
· والثالثة : انزع من رأسك فكرة "التفرغ" لعمل ما ، حتى ولو كان هذا العمل يستوجب ذلك التفرغ . تَجنَّب بكل وسيلة أن تخيف نفسك بتلك الكلمة : التفرغ! وتلك الكلمة حقا مخيفة ، فمجرد تخيل أن عليك أن تقذف بكل التزاماتك الحالية ، ووظيفتك المستقرة ، والمهمات التي يزدحم بها جدولك بالفعل من شباك غرفتك لأجل تحقيق أحلام شخصية "يمكنها الانتظار لاحقا" ، هو أقوى أسباب الرهبة من فكرة الشروع في استثمار الوقت .
· ومن قال إن "استثمار" الوقت يعني الإلقاء بأي شيء من التزاماتك الحالية من النافذة؟ ومن قال إن "التفرغ" هو وسيلة الاستمتاع بالحياة ، والترفيه عن النفس ، وتحقيق الأحلام المؤجلة؟ هذا مطلب غير واقعي ، لأن المرء في عالم اليوم قلّما يكون فارغا بالكلية ، حتى وإن لم يكن موظفا ، فهناك التزامات من أنواع أخرى ، فأنت إما طالب أو باحث أو عامل أو والد أو ... إلخ . ببساطة ، لا تتفرغ! فقط "استثمر" ما هو بالفعل فارغ في يومك وأنت لا تشعر .
وأصدقك القول ، إن كل ما تحلم بتحقيقه بلا مغالاة ، سيُنجَز أغلبه في تلك "السويعات" المهدرة على مدار العمر ، دون أن تحتاج "للتضحية" بأي شيء آخر . بل إن التخطيط المعتدل هو سبيلك لإعطاء كل ذي حق حقه . فكل ما في الأمر ، أنك – كما سيأتي تفصيل ذلك – سترسم لنفسك الخطة التي تعجبك ، لتقوم بكل ما تريد ، في الوقت الذي تريد ، كيفما تريد ، دون تأجيل أو إهدار أو مغالاة .
في تدوينات لاحقة سأعرض تفصيلات التخطيط لاستثمار الوقت وتحديد الأهداف مما قرأت وطبقت من تجربتي الشخصية