بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين
بفتح من الله نقول :
1. الإلحاح في أدعية استجلاب حسن الخلق ، ومنها "اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، ربّ واصرف عني شرها لا يصرف عني شرها إلأا أنت" . ذلك أن حسن الخلق بالذات الحلم وكظم الغيظ هما من المفاتح الرئيسية في السيطرة على المشكلات وعدم تحويلها لأزمات .
2. الاجتهاد في تطبيق وصية المصطفى عليه الصلاة والسلام عند الغضب : "إذا غضِبَ أحدُكُم وَكانَ قائمًا فليَقعُدْ فإن لم يذهَبْ عنهُ فليضطجِعْ" . لابد من الاجتهاد في ملك النفس تماما بإظهار الهدوء وخفض نبرة الصوت والحرص على تقليل حركات الجسد واليدين ، لأن السماح لأدنى قدر من الغضب أو "النرفزة" بالخروج في رفع نبرة الصوت أو كثرة الانفعال الحركي سيفجر الموقف ، وفي الغالب يستحيل السيطرة عليه او استعادة التماسك مرة أخرى .
3. وكذلك استحضار الهدوء والسكون عند الاستعاذة من الشيطان الرجيم وعند ذكر الله في عبارات "لا إله إلا الله" ، "لا حول ولا قوة إلا بالله" ، فكم ممن يستعيذ كلاما ونبرته وحركاته تفور غليانا .
4. الحرص على الإنصات للطرف الآخر وتركه يفرّغ ما بداخله ، ذلك أعون على استماعه حينما يحين دورك J وفي ذلك يقول الشاعر :
دع الغضبان يخرج مالديه *** وأحسنت الصنيع إذا سكتَّا
فإن جادلته والنار فيه ** فأنت تصب في النار زيتا
5. محاولة تحديد نقاط الاختلاف أولا قبل البدء في تفنيدها ، فكم مما نحسبه خلافا هو في حقيقته اختلاف لا يفسد للود قضية ، ولا يضير مسايرة الآخر فيه أو إظهار قبوله لتجنب الخوض في جدل طالما لا يلزِم الطرف الآخر بفعل لا يرضاه ، خاصة فيما يكون مع الوالدين أو الزوج أو من يلزم برهم ، والبر من درجاته الكلمة الطيبة .
6. الانتباه لرسائل القلب بين طيات الكلام ، فاستغراقنا في التفنيد وتبادل الاتهامات يصم الآذان عن سماع المغزى الحقيقي وراء الكلام المرسل . من ذلك معاتبة الوالدين للابن على التأخير هي في الحقيقة رسالة قلق واهتمام لا تسلط وتحكم ، ومعاتبة الزوجة لزوجها قد لا تعني بالضرورة أنه حقا "لا يهتم بها" وإنما "اهتم أكثر" أو بالصورة التي تحتاجها الزوجة ولا يُشبِعها توفير المال والطلبات المنزلية . وحتى إن فرضنا أن الكلام حقيقي لا مجاز ، فالرد الحسن ومخاطبة القلوب كفيل بتحويل بوادر العاصفة إلى نسائم ود وتوثيق محبة J
6. استحضار قوله تعالى "إن يريدا إصلاحا" و"إن يعلم الله في قلوبكم خيرا" ، فبمقدار صدق المرء في الإصلاح والحل يكون عون الله تعالى وتأليفه للقلوب .
نسأل الله تعالى قلوبا تقية نقية ، وخلقا حسنا ، وإعانة على الإصلاح
آمين ,,