لنتفق بداية على أنه لا واجب إلا ما أوجبه الله تعالى : ) ، لكنها بعد ذلك التزامات شخصية حسب قدرة المرء ودائرة التأثير والنفع المتعدي التي أُقيم فيها .
من حيث المبدأ ، ما ينبغي – ويجب عندي شخصيا – أن يكون دافع القارئ ليس مجرد المعرفة الباردة لمجرد المعرفة أو الترف الفكري لمجرد الإمتاع والتباهي بقوائم القراءات ، ذاك الذي يزداد به "كما معلوماتيا" ثم لا ينتفع ولا يفيد به في شيء .
هذا ناهيك عن العمل بما علم وهذا زكاة العلم : أن تعمل به وتعلّمه .
فالدافع الرئيس للقراءة والاستزادة المعرفية ينبغي أن يكون بهدف تحويلها طاقة عاملة وعملا حركيا يهدف إلى للإصلاح والتعمير والرقي الفكري الذي ينعكس رقيا أخلاقيا .
وهذا الدافع في الوقت ذاته لا ينفي أن يقرأ المرء في كتب أو تصنيفات متنوعة ليست كلها بنفس الجودة أو العائد من حيث مادتها أو تناول الكاتب – كما في الكتابات الأدبية التي لا يزينها الأدب ، أو كتب الفلسفة المغرقة في التفلسف الأجوف - ، لكن هذا الدافع هو الذي يمنح القارئ ملكة الإفادة من مادة أي كتاب ، لأنه سيكون وقتها طالب حكمة وباحث حق فلن يعدم استنباط فائدة أو تصيد حكمة . وفي ذلك يقول الرائد المفكر عباس العقاد : “ليس هناك كتابا أقرؤه ولا أستفيد منه شيئا جديدا ، فحتى الكتاب التافه أستفيد من قراءته ، أني تعلمت شيئا جديدا هو ما هي التفاهة؟ وكيف يكتب الكتاب التافهون؟ وفيم يفكرون؟” .
وبغير هذا الدافع المستنير الواعي ، يصير القارئ كالاسفنجة يتشرب أي شيء وكل شيء بغير تنقيح ولا تمحيص ولا نقد ، فضلا عن أنه ينفق عمره ووقته في الكتابات التافهة الرخيصة بدعوى "الثقافة العامة" ، وما هي بثقافة ولا هو بقارئ إذا كانت هذه هي وجهته الدائمة . وليس كل من زعم زعما أو ادّعى دعوى هو كذلك ، لأن هنالك مقاييس وضوابط تحكم أنواع الكتب وأصناف الكتابات ، مهما ادّعى الناس وزعموا أن الأمر نِسبي . تأمل أنت وتفكر فيمن مروا عليك ممن ادعوا الثقافة والعلم والمعرفة ، أكنتَ تشهد لهم بذلك أم تبتسم في نفسك منكِرا تلك الدّعَاوَى؟ فهذا خير دليل على وجود تلك الضوابط في الوعي- أو اللاوعي - التي تقيّم ثقافة المرء وحقيقة علمه ومعرفته .
تتبقى نقطة كيف أرتّب قراءاتي ، وهل أقرأ في كل علم ، أو أقرأ بنفس القدْر في كل فرع؟
الإجابة المختصرة هي : هذا يعتمد على دائرة النفع والتأثير المرغوبة ، ولا يشترط ذلك أن يكون مجال الاختصاص (كالتمكن من لغة ما أو الإلمام بنظريات فكرية) ، إلا في العلوم التي لا يصلح أن يتصدى لها سوى المختصون (كالطب والعلوم الطبيعية) أو يلزم لها موجه يتلقى عنه أو يُرجَع إليه (كالفقه والعلوم الشرعية) .
"وتفصيل الإجابة تجدها في هذه التدوينة "أقرأ كثيرا وأنسى .. لماذا؟ وما العمل؟"
وكذلك سأفصّل في تدوينة لاحقة بإذن الله تعالى الكلام في الفرق بين المعرفة والإدراك والعلم والتبحر
*****
أعطر التحايا
وفي أمان الله ,,,
من حيث المبدأ ، ما ينبغي – ويجب عندي شخصيا – أن يكون دافع القارئ ليس مجرد المعرفة الباردة لمجرد المعرفة أو الترف الفكري لمجرد الإمتاع والتباهي بقوائم القراءات ، ذاك الذي يزداد به "كما معلوماتيا" ثم لا ينتفع ولا يفيد به في شيء .
هذا ناهيك عن العمل بما علم وهذا زكاة العلم : أن تعمل به وتعلّمه .
فالدافع الرئيس للقراءة والاستزادة المعرفية ينبغي أن يكون بهدف تحويلها طاقة عاملة وعملا حركيا يهدف إلى للإصلاح والتعمير والرقي الفكري الذي ينعكس رقيا أخلاقيا .
وهذا الدافع في الوقت ذاته لا ينفي أن يقرأ المرء في كتب أو تصنيفات متنوعة ليست كلها بنفس الجودة أو العائد من حيث مادتها أو تناول الكاتب – كما في الكتابات الأدبية التي لا يزينها الأدب ، أو كتب الفلسفة المغرقة في التفلسف الأجوف - ، لكن هذا الدافع هو الذي يمنح القارئ ملكة الإفادة من مادة أي كتاب ، لأنه سيكون وقتها طالب حكمة وباحث حق فلن يعدم استنباط فائدة أو تصيد حكمة . وفي ذلك يقول الرائد المفكر عباس العقاد : “ليس هناك كتابا أقرؤه ولا أستفيد منه شيئا جديدا ، فحتى الكتاب التافه أستفيد من قراءته ، أني تعلمت شيئا جديدا هو ما هي التفاهة؟ وكيف يكتب الكتاب التافهون؟ وفيم يفكرون؟” .
وبغير هذا الدافع المستنير الواعي ، يصير القارئ كالاسفنجة يتشرب أي شيء وكل شيء بغير تنقيح ولا تمحيص ولا نقد ، فضلا عن أنه ينفق عمره ووقته في الكتابات التافهة الرخيصة بدعوى "الثقافة العامة" ، وما هي بثقافة ولا هو بقارئ إذا كانت هذه هي وجهته الدائمة . وليس كل من زعم زعما أو ادّعى دعوى هو كذلك ، لأن هنالك مقاييس وضوابط تحكم أنواع الكتب وأصناف الكتابات ، مهما ادّعى الناس وزعموا أن الأمر نِسبي . تأمل أنت وتفكر فيمن مروا عليك ممن ادعوا الثقافة والعلم والمعرفة ، أكنتَ تشهد لهم بذلك أم تبتسم في نفسك منكِرا تلك الدّعَاوَى؟ فهذا خير دليل على وجود تلك الضوابط في الوعي- أو اللاوعي - التي تقيّم ثقافة المرء وحقيقة علمه ومعرفته .
تتبقى نقطة كيف أرتّب قراءاتي ، وهل أقرأ في كل علم ، أو أقرأ بنفس القدْر في كل فرع؟
الإجابة المختصرة هي : هذا يعتمد على دائرة النفع والتأثير المرغوبة ، ولا يشترط ذلك أن يكون مجال الاختصاص (كالتمكن من لغة ما أو الإلمام بنظريات فكرية) ، إلا في العلوم التي لا يصلح أن يتصدى لها سوى المختصون (كالطب والعلوم الطبيعية) أو يلزم لها موجه يتلقى عنه أو يُرجَع إليه (كالفقه والعلوم الشرعية) .
"وتفصيل الإجابة تجدها في هذه التدوينة "أقرأ كثيرا وأنسى .. لماذا؟ وما العمل؟"
وكذلك سأفصّل في تدوينة لاحقة بإذن الله تعالى الكلام في الفرق بين المعرفة والإدراك والعلم والتبحر
*****
أعطر التحايا
وفي أمان الله ,,,